الإثنين, مايو 20, 2024
spot_img
الرئيسيةآراءهات يا زمن جيب أشاوسك تعال

هات يا زمن جيب أشاوسك تعال

من الأحداث المحزنة التي أعقبت الحرب حملة الإسكات والسنسرة التي يديرها أنصار معسكر معروف. تستخدم حملة الإسكات عدة تقنيات، وسأذكر هنا اثنين فقط، وربما أكتب عن الباقي لاحقاً. الأسلوب الأول للرقابة هو اتهام أي صوت معارض لا يشتري رواية المجموعة المفضلة ووصفه بانه كوز بلا دليل يدعم ادعاءاتهم. هكذا يقولون ضمنا وصراحة أن أي إنسان يختلف معهم هو بالضرورة كوز. أستطيع أن أقول إن هذا ذهان أسوأ من النرجسية الطفولية ، لكني لا أريد أن أسيئ إلي الأطفال لأنهم أذكى وأكثر صدقاً ممن يطلقون هذه الادعاءات. ولا تنتهي حملات التشهير بأخونة المعارضين، بل تذهب أبعد وأكثر. لسوء الحظ، نجح هذا التكنيك بفعالة في إسكات العديد من الأصوات، إن لم يكن معظمها، سواء كليًا أو جزئيًا، لأن المواطن السوداني بطبعه لا يحب إساءة سمعته في الفضاء العام ولو بالباطل ، لذا قد يقول الكائن السوداني لنفسه لماذا أجلب المشاكل والسمعة السيئة لنفسي، يمكنني الحفاظ على سمعتي بأن أخرس واهتم بالأشياء التي أحبها ولا تسبب لي الصداع. وهكذا أختفي الكثير من أصحاب الأقلام التي لديها الكثير لتقوله. وهكذا يخلو المجال للجماعة التي تمارس السنسرة والاخراس لتفعل ما يحلو لها من جنس ما فعلت بعد أن صعدت إلي السلطة وساطت البلد سواطة هواة لا يعرفون شيئا عن صنعة الدولة ليدفع المواطن الثمن باهظا. وقد يقول قائل أن تكويز المخالف تصرف فردي لا يعبر عن موقف الجماعة ولكن هذه حجة مرفوضة لان التكويز والكذب يمارسه قادة الجماعة وأصحاب المناصب الرسمية فيها ويسكت عنه باقي أعضاء الجماعة وفي ذلك قبول وتواطوء مع تكويز كل مخالف. والتكويز هو المعادل العلماني لتكفير الخصوم ولا فرق بين عقل التكفير وعقل التكويز.. أما أسلوب الإخراىس الآخر، إذا جاز لي أن أسميه كذلك، فهو الفكرة السخيفة المتمثلة في أنه لا يوجد فرق بين تسليط الاهتمام علي مجموعة سياسية ومراقبة أداءها في الش أن العام وإغراق فتاة صغيرة باهتمام وقح أو غير مرغوب فيه. كثيرا ما يصف ضباط الرقابة انتقاد بقرتهم المقدسة وكانه هوس زميم من شاب بفتاة لا ترحب بإنتباهه. وهذا أمر مثير للسخرية تماماً، لأن هناك فرقاً بين المواطن الفرد الذي يستحق الخصوصية، وبين الجماعات السياسية التي تدير الشأن العام، بما هو شان عام وليس مزارعها الخاصة. والحقيقة أن المدنية الحقيقية تعطي لكل مواطن الحق في مراقبة السياسيين والجماعات والأحزاب وجعلهم مسؤولين أمام الرأي العام . بل والأهم من ذلك أن من واجب المثقف والكتاب وقول الحقيقة ومراقبة السلطة ومواجهتها بالأسئلة المحرجة. ولا يقارب المثقف – أو أي إنسان أمين يحترم الحقيقة – أي قضية بسؤال كيف أقلوظ التحليل والاستنتاج ليخسر العدو ويفرح الصديق لان في ذلك انتهازية مخيفة. المثقف الأمين يسال نفسه أين الحقيقة، أين دليل، أين القرائن ويحكم علي هذه الأسس لان لي عنق الحقيقة حتي يخسر العدو ويربح الحبيب إساءة إلي الحبيب في المقام الأول كما أن الحقيقة دائما في مصلحة الشعوب ومن يعادي الحقيقة لا بد يعادي شعبه. ومن لا يقبل حق المواطن في أن يسائل قادته إنسان ببنية نفسية شمولية لا تملك شروى نقير من أخلاق الديمقراطية وقبول التعددية. وشتان بين الديمقراطية الحقيقة التي ترحب بالاختلاف وتحاوره وبين الخم وحملات اخراس الراي الآخر بالأكاذيب بدلا عن الحجة الأحسن. مع ذلك، نادرًا ما تذكر هذه الصفحة أي شخص بالاسم، إلا إذا كان ذلك لا مفر منه تمامًا، لأنني أفضل الحديث عن القضايا والتوجهات والميول لا الأشخاص. مع ذلك أتعرض باستمرار لهجمات باسمي ثم يشكو المهاجمون من تربص متوهم مني. وربما أشاوس المهاجمة يظنون أنه من الممكن ترهيبي حتى أسكت واضحي بحقي في حرية التعبير ولكن هيهات. وفي هذا إنهم مخطئون تمامًا.هات يا زمن جيب أشاوسك تعال.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات