منذ الكشف عن رسالة التهديد التي بعثها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إيران تداولت الصحافة الفارسية مقطع فيديو للعميد أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجو-فضائية في الحرس الثوري الإيراني. خلال حديثه للتلفزيون الإيراني كشف عن امتلاك إيران سلاحًا استراتيجيًا لم يُسمّه صراحةً مشيرًا إلى أنه “من المستحيل على الأعداء إنتاج سلاح مماثل”. وأضاف أنه لن يتمكن أي طرف من تطوير سلاح مضاد قادر على تحييده نظرًا لكونه يعمل بسرعة تتجاوز ١٣ ضعف سرعة الصوت خارج الغلاف الجوي.
وفي هذا السياق كشف الجنرال المتقاعد حسين كنعاني أحد أبرز مؤسسي الحرس الثوري أن السلاح الذي أشار إليه العميد حاجي زاده هو “سلاح البلازما”. وأوضح أن هذا السلاح موجّه ولا يتسبب في دمار شامل كما هو الحال مع القنبلة النووية.
ما هو سلاح البلازما؟
سلاح البلازما هو نوع من الأسلحة المستقبلية التي تعتمد على استخدام البلازما وهي الحالة الرابعة للمادة حيث يتم تسخين الغاز إلى درجات حرارة مرتفعة جدًا تؤدي إلى تأيينه مما يجعله موصلًا كهربائيًا عالي الكفاءة وقادرًا على توليد طاقة حرارية وكهرومغناطيسية هائلة.
أنواع الأسلحة القائمة على البلازما:
- المقذوفات البلازمية: قذائف من البلازما قادرة على تفكيك الأهداف.
• الأسلحة الكهرومغناطيسية التخريبية: موجات مكثفة تعطل أو تدمر المعدات الإلكترونية ضمن مساحة واسعة.
• الأسلحة الحرارية: تقنية تعتمد على البلازما لإذابة أو تبخير المواد الصلبة.
آلية عمل أسلحة البلازما:
- توليد البلازما: يتم ذلك عبر مصادر طاقة قوية مثل الليزر و النبضات الكهربائية أو الحقول المغناطيسية.
• توجيه البلازما: تُستخدم حقول مغناطيسية للتحكم في حركة البلازما نحو الهدف.
• التأثير على الهدف: عند الاصطدام تسبب البلازما ضررًا حراريًا شديدًا قادرًا على إذابة المعادن أو تبخيرها كما يمكنها تعطيل الإلكترونيات بفعل الموجات الكهرومغناطيسية المصاحبة.
الاستخدامات والتطوير
حتى الآن لا تزال أسلحة البلازما في مرحلة البحث والتطوير ولم يتم استخدامها فعليًا في أي صراع عسكري. ومع ذلك تشمل التطبيقات النظرية:
- أسلحة محمولة أو مثبتة على مركبات قادرة على تدمير الأهداف الجوية أو المدرعات.
• أنظمة دفاعية لاعتراض المقذوفات والصواريخ.
• تقنيات غير قاتلة مثل موجات الصدمة البلازمية لتعطيل المركبات أو الإلكترونيات.
التحديات التقنية:
• استهلاك طاقة هائل: يتطلب توليد البلازما والتحكم بها كميات ضخمة من الطاقة الكهربائية لا يمكن توفيرها إلا عبر مولدات نووية عالية القدرة.
• التحكم والتوجيه: استقرار البلازما وتوجيهها بدقة يشكل تحديًا هندسيًا كبيرًا.
• التبريد والتعامل مع الحرارة: الحرارة الناتجة قد تدمر السلاح نفسه إن لم يتم تطوير أنظمة تبريد متقدمة.
هل يوجد سلاح بلازما عملي حاليًا؟
حتى اليوم لا يوجد دليل قاطع على وجود أسلحة بلازما عملية ضمن ترسانات الجيوش الحديثة ولم تُنشر أي تجربة موثقة لاستخدامها. إلا أن هناك أبحاثًا نشطة في هذا المجال لا سيما فيما يتعلق بالأسلحة الكهرومغناطيسية وتقنيات الليزر المتقدمة والتي قد تساهم مستقبلاً في تطوير أسلحة بلازمية.
سلاح البلازما الإيراني: حقيقة أم حرب نفسية؟
انتشرت في الساعات الأخيرة مزاعم حول اختبارات سرية لأسلحة البلازما في إيران وتداولت وسائل الإعلام الإيرانية تصريحًا منسوبًا للمتحدث باسم البنتاغون حول هذا الموضوع. إلا أن وكالة ناسا ووزارة الدفاع الأمريكية لم تصدرا أي بيانات رسمية تدعم هذه المزاعم مما دفع الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين إلى التشكيك في صحتها.
يرى بعض المحللين أن هذا الادعاء قد تكون جزءًا من استراتيجية الحرب النفسية سواء من قبل إيران لتعزيز موقفها الاستراتيجي أو من قبل الولايات المتحدة كجزء من حملة الضغط السياسي.
هل تمتلك إيران القدرة على تطوير أسلحة البلازما؟
رغم العقوبات الشديدة تمتلك إيران مكانة متقدمة في مجال فيزياء البلازما. ففي عام ٢٠١٨ احتلت المرتبة السادسة عشرة عالميًا في هذا التخصص والمرتبة الأولى بين الدول الإسلامية. كما أن التقدم الذي أحرزته في تكنولوجيا الصواريخ الباليستية ومفاعلات الاندماج النووي يشير إلى مستوى عالٍ من المعرفة في المجالات ذات الصلة.
الخاتمة
السؤال الرئيسي الذي يطرح نفسه: لماذا ظهر هذا الادعاء في هذا التوقيت بالذات؟ قد يكون مرتبطًا بتصاعد التوترات الجيوسياسية والضغوط المفروضة على إيران. حتى الآن لا توجد أدلة علمية أو عسكرية تؤكد امتلاك إيران أسلحة بلازمية كما أن هذه التكنولوجيا لا تزال في طور البحث والتطوير حتى في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين ولم يُعلن عن أي نموذج عملي جاهز للاستخدام العسكري.
ما الذي تمتلكه إيران في مجال الأسلحة المتطورة؟
- الأسلحة الكهرومغناطيسية: هناك تقارير تشير عن أبحاث إيرانية في هذا المجال لكن دون أي نموذج عملي معروف.
• أسلحة الليزر والطاقة الموجهة: أعلنت إيران عن تطوير تقنيات ليزرية للدفاع الجوي لكنها لم تُختبر فعليًا في المعارك.
• الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية: تُعتبر إيران رائدة في هذه المجالات وقد أظهرت قدراتها من خلال عمليات استهداف القواعد الأمريكية والإسرائيلية.
• الحرب الإلكترونية والتشويش: تمتلك إيران قدرات متقدمة في التشويش الإلكتروني واختراق الأنظمة وهو مجال يرتبط بالتقنيات اللازمة لتطوير أسلحة بلازمية.
الخلاصة
في ظل الحرب النفسية والإعلامية لا يمكن إثبات او انكار امتلاك إيران لأسلحة بلازمية متطورة. لكن مما لا شك فيه أن لدى أيران إمكانات بحثية وتقنية تتيح لها العمل في هذا المجال مستقبلاً خاصة إذا تمكنت من التغلب على التحديات التكنولوجية المرتبطة بتطوير هذا النوع من الأسلحة.
ويبقى السؤال هل الترويج والإعلان عن هذا السلاح في هذا التوقيت الحرج هو مقدمة لتخلي إيران عن حلمها النووي.