من يظن أن الطوق الدفاعي هو سلاحه الوحيد لم يفهم الحرب، السيف الذي يُرفع بدون خطة هو سيف كُسر قبل أن يبدأ القتال.
خلال الساعات السابقة، حدثت تحولات دقيقة وخطيرة للغاية منذ “الاندلاع” بالنسبة لمليشيا الدعم السريع، وهو تطور غير مسبوق ليس في صالح “المليشيا”، يتمثل في فك الحصار عن “العقد الدفاعية” المحاصرة وأكبرها العقدة الدفاعية “الفرقة الخامسة الهجانة” من الداخل والخارج، تبعتها مناطق أخرى في كردفان.
من الواضح أن مليشيا الدعم السريع كانت تعتمد في الدفاع عن إقليم دارفور على إستراتيجية “الطوق الدفاعي الخارجي” لمنع تقدم القوات بحصارها للعقد الدفاعية في كردفان التي يمكن أن تصبح نقاط هجومية على الإقليم خصوصا العقدة الدفاعية التي تتموضع في الإبيض والتي تحتضن قاعدة جوية حربية لايشق لها غبار وعمدت على تشديد الحصار عليها .
ان فك وكسر الطوق الدفاعي الخارجي من قبل القوات المسلحة السودانية عن إقليم دارفور يعني عمليًا قلب ميزان القوة العسكرية وتحولًا استراتيجيًا كبيرًا، وذلك بتغيير وضع القوات المدافعة لقوات يمكنها تنفيذ هجمات مباشرة على المليشيا في دارفور.
كذلك فك الطوق الدفاعي الخارجي عن إقليم دارفور يعني ذلك عمليًا تهديد “العمق الإستراتيجي” للمليشيا بالإقليم.
لا توجد بوادر حتى اللحظة تثبت أن المليشيا ترتب دفاعاتها بعد إنهيار الطوق الدفاعي الخارجي المتمثل في عقد كردفان الدفاعية، بل تصر المليشيا على عدم التركيز على الهزائم العسكرية والإهتمام بالجوانب السياسية، وذلك يعني أن تحرير إقليم دارفور بات مسألة وقت لا أكثر.
كسر القوات المسلحة السودانية للطوق الدفاعي الخارجي الذي كانت تؤمن به المليشيا إقليم دارفور هو إمتداد لكسر الطوق الدفاعي “الشرقي” للدفاع عن مدينة ود مدني (أم القرى ـ الشبارقة ـ الشريف يعقوب)، ما يعني حتمية وصول القوات المسلحة السودانية للثقل العسكري في إقليم دارفور والقضاء علية بضربة واحده.


