السبت, سبتمبر 13, 2025
spot_img
الرئيسيةصحةالأدوية المغشوشة تفتك بالأفارقة أكثر من الحروب نفسها

الأدوية المغشوشة تفتك بالأفارقة أكثر من الحروب نفسها

يستغل تجار الأدوية المزيفة ضيق الحال الذي يمر به سكان القارة الأفريقية من أجل ترويجها بينهم، إذ تباع بأسعار أرخص بكثير من أسعار الأدوية الحقيقية التي تعرض في الصيدليات، وعادة ما يعرض هؤلاء التجار هذه الأدوية في محال بأسواق دول غرب أفريقيا وغيرها.

في وقت تكافح فيه لإنهاء حالة الفوضى السياسية والأمنية، التي تعرفها منذ سنوات، تواجه الدول الأفريقية معضلة جديدة تكمن في رواج هائل للأدوية المغشوشة والمزورة وهي أدوية تفتك بالآلاف سنوياً.
وسبق أن دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر إزاء اجتياح الأدوية المغشوشة للقارة السمراء، إذ قدرت عدد ضحايا هذه الأدوية بنحو 100 ألف إنسان كل عام في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.
مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة كشف في تقرير سابق عن أن ما يصل إلى 50 في المئة من الأدوية في منطقة الساحل الأفريقي إما مزورة أو لا تفي بالمعايير.
ويواجه الأفارقة عدداً من الأمراض على غرار الملاريا والالتهاب الرئوي الحاد والسرطان، وهي أمراض تدفع هؤلاء إلى البحث عن الأدوية بأي ثمن، وتنتشر في عدد من الدول مثل النيجر أسواق تباع فيها الأدوية.

موت بطيء

ومن لومي، عاصمة توغو، قال إدنسون، الذي فضل عدم الكشف عن هويته كاملة، إنه يواجه “موتاً بطيئاً بسبب لجوئي إلى أدوية تبين لاحقاً أنها منتهية الصلاحية ومزيفة”. وأضاف إدنسون لـ”اندبندنت عربية”، “بعدما تناولت هذا الدواء، أصابتني آلام في بطني، وعند فحصي بالمستشفى الحكومي بالعاصمة كشف لي الطبيب عن تعرض كليتي لأضرار جسيمة”.
وبنبرة يملأها اليأس قال المتحدث إنه “لم يعد قادراً على المشي بسبب الأوجاع التي بات يعانيها في كليتيه”، مضيفاً “لدي أصدقاء واجهوا وضعيات مماثلة بسبب تلقيهم أدوية اكتشفنا لاحقاً أنها مزورة، إذ تستغل عصابات الاتجار بهذه المواد السامة حاجتنا إلى أدوية”.
أما فرنسوا الذي تحدث لـ”اندبندنت عربية” من نيجيريا، فقال إنه “عانى مرض السرطان، ولم يجد الدواء في الصيدليات الحكومية، فلجأ إلى الأدوية التي تعرض في الشوارع”. وأضاف أنه اكتشف بعد ذلك أن هذه الأدوية مزيفة، “أسعارها كانت رخيصة للغاية لكن ضررها كان كبيراً بالنسبة إلي، إذ أصبت بشلل بسبب ذلك، وإلى الآن لم أستعد توازني الصحي بعد”، وفق تعبيره.
وتتفاقم بالفعل مشكلة الأدوية المغشوشة والمزورة في دول الكونغو الديمقراطية وتوغو والنيجر والسنغال وأوغندا وغامبيا، وتؤرق ظاهرة رواج الأدوية المغشوشة والمزورة سلطات هذه البلدان التي تعاني أيضاً مشكلات سياسية وأمنية.
وتعد توغو من أكثر الدول التي تحركت قبل سنوات لإيجاد حل لمعضلة الأدوية المغشوشة التي غزت أسواقها، وخطت خطوات على هذا الطريق، إذ عدلت قانوناً وطنياً في عام 2015 أصبح بموجبه المخالفون يواجهون عقوبة السجن لمدة 20 سنة ودفع غرامة تبلغ نحو 85 ألف دولار.

نقلا عن اندبدنت

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات